Home » الذكاء الإصطناعي » أدوات التعلم المدعمة بالذكاء الاصطناعي تحسن بيئة العمل الحديثة للأفضل

  • القلق من استيلاء الذكاء الاصطناعي على وظائفنا مبالغ به، ومن المرجح أنه سيغير طريقة أدائنا لمهامنا.
  • سيتعين على الموظفين مع تغير الوظائف إعادة تطوير مهاراتهم بسرعة كبيرة، ويتوقع أرباب العمل منهم القيام بذلك خلال العمل.
  • لنتمكن من مواجهة هذا التحدي، سنحتاج إلى نشر ثقافة جديدة للتعلم المستمر والتي من شأنها أن تساعدنا على اكتساب المهارات الجديدة باستمرار.
  • ستلعب الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً في هذه المهمة وتحدد مجالات جديدة للتحسين وتوفر توصيات التعلم المناسبة حسب الفرد.

الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى مكان العمل ليغير كل شيء بما في ذلك طريقة تعلمنا.

سيغير عصر الأتمتة الجديد مهامنا اليومية في المكتب وفي موقع العمل بشكل عميق. ويجب أن يتكيف الموظفون جميعهم مع هذا التحول عن طريق إعادة تطوير مهاراتهم لتناسب أعباء العمل الجديدة، وسيتطلب الأمر تقنيات جديدة لمساعدتهم في تحقيق ذلك على نطاق واسع.

إن كنتم لا تستخدمون بالفعل برنامج أو روبوت قائم على الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أنكم ستبدؤون بذلك قريباً. ويتوقع تقرير “مستقبل الوظائف 2020” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن الآلات ستقضي نفس كمية الوقت في المهام الخاصة بالعمل التي يقضيها الموظفون البشر بحلول عام 2025.

تتوقع شركة Gartner صدور الموافقات على النفقات القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتستطيع أن تدعم تقنية تعلم الآلة تقييمات الأداء، خلال تقييم الخوارزميات لأنشطة الموظفين وأن تقدم التدريب والمشورة المهنية.

بناء مستقبل مدعم بقدرات الذكاء الاصطناعي

هل يعني ذلك أن البشر يجب أن يحذروا لأن الآلات ستُفقدهم وظائفهم؟ لا على الإطلاق، فكما يقول جو سبايشر، مدير قسم الابتكار في شركة أوتوديسك للبرمجيات.

“تعمل التكنولوجيا على أتمتة المهام وليس الوظائف”، قال مستشهداً بأمثلة في قطاع جاهز للتغيير، على سبيل المثال: عمال البناء الذين كانوا يركزون بالكامل على المهام اليدوية على مدى عقود، أصبحوا يتفاعلون الآن مع تطبيقات أوتوديسك مثل BIM 360، وهي أداة لإدارة عمليات البناء تستخدم تقنية تعلم الآلة لتوفير المعلومات في الوقت المناسب حول مخاطر المشروع، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالتكلفة والسلامة.

تعمل مستشعرات إنترنت الأشياء والروبوتات الموجودة في المصنع على تعزيز مستوى الأتمتة في مجال التصنيع مما يغير أدوار الموظفين. ويرى سبايشر أيضاً تداخل القطاعات في مجالات مثل البناء الصناعي المعياري، حيث تجمع الشركات مثل FactoryOS بالفعل بين التصنيع والبناء لتسريع إنشاء الهياكل الجاهزة، وبناء المباني المكونة من خمسة طوابق في غضون أسبوعين فقط.

كم أضاف: “أصبح النجارون الذين كانوا يضعون الإطارات في موقع العمل يشرفون الآن على مجموعة من الآلات التي تضع تلك الإطارات ويراقبون جودة أداء تلك الوحدات”.

يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن الأتمتة المدعمة بالذكاء الاصطناعي ستزيد من عدد الوظائف. والمهام هي التي ستتغير لتصبح أكثر إبداعاً وتحليلاً وتقانةً.

وقال سبايشر: “يجب أن نركز على الطريقة التي ستغير بها الخوارزميات والروبوتات وظائفنا، وليس متى أو ما إذا كانت ستسيطر عليها. وعلينا أن نضمن قابلية سوق العمل للتكيف ومرونته بما يكفي لتجاوز هذه التغييرات القادمة”.

قوة التعلم المستمر

سيضع هذا التحول في الوظائف المزيد من الضغط على القوى العاملة للتكيف مع المعطيات الجديدة. وسيؤدي ذلك إلى إلغاء نموذج التعليم التقليدي الذي يبدأ وينتهي بالجامعة أو الكلية، حسب رأي سبايشر.

“كنا نعتقد في الماضي أن المتخرجين الشباب في سوق العمل مستعدون للذهاب إلى مكان العمل دون الاستثمار بتعليمهم خارج المدرسة الثانوية أو الجامعة. وثبت لنا أن هذا النهج غير ناجح خلال إدارتنا للنقص في المهارات بسوق العمل، وكان ذلك واضحاً بشكل خاص في مجال البناء والتصنيع”.

بدلاً من ذلك، يتعين على الموظفين صقل مهاراتهم وإعادة بناء أنفسهم باستمرار طوال مسيرتهم المهنية. واكتساب المهارات الجديدة من شأنه أن يساعدهم على التكيّف مع العالم الحديث الذي يتحول إلى التقانة بشكل متزايد. وذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن نصف الموظفين سيحتاجون إلى اكتساب المهارات الجديدة بحلول عام 2025.

يحرص الناس على التكيف مع الأوضاع المتغيرة ويبحثون دائماً عن فرص التعلّم المستمر. وقد تسارع ذلك خلال فترة انتشار جائحة كوفيد-19. وشهد المنتدى الاقتصادي العالمي أربعة أضعاف عدد الأشخاص الذين يبحثون عن فرص التعلم عبر الإنترنت بين شهريّ أبريل ويونيو 2020، بينما وفر أصحاب الشركات خمسة أضعاف دورات التعليم عبر الإنترنت.

ومع تسارع وتيرة التنمية، يجب أن يكون اكتساب المهارات الجديدة بوتيرة سريعة ومركزة. ولاحظ المنتدى الاقتصادي العالمي أن 94% من قادة الأعمال يتوقعون من الموظفين اكتساب المهارات الجديدة خلال عملهم، فلن يكون هناك وقت للتعامل مع عدم الكفاءة. وسيكون الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في عملية التعلم المستمر، حسب رأي هامون إختياري، الرئيس التنفيذي لشركة FutureFit AI، وهي منصة مدعمة بالذكاء الاصطناعي تستخدمها الشركات والحكومات لدعم قوتها العاملة خلال التحولات المهنية.

يقول إختياري أننا بحاجة إلى سلسلة من المحتوى التعليمي الذي يمتد بدءاً من إعادة صياغة المهارات الدقيقة والفورية المتعلقة بالمهام الوظيفية إلى تنمية المهارات الأوسع نطاقاً التي تساعد الموظفين على التخطيط خلال تطور أدوارهم. ويقول: “علينا أن نحقق ذلك بتكلفة معقولة وعلى نطاق واسع”.

سيتم دمج تقنية الذكاء الاصطناعي مع الأدوات البرمجية التي نستخدمها في العمل لأتمتة عملية إعادة صياغة المهارات الدقيقة.

وأضاف: “تحتوي هذه الأدوات على الكثير من البيانات حول طريقة عملنا. وإذا لاحظت إحدى الأدوات أنني لا أستخدم ميزة معينة قد تكون مفيدة لعملي، فيمكنها تحديد ذلك ثم توفير التوصيات المخصصة لي”.

ستوجه هذه التعليقات الفورية الموظفين إلى المسار الصحيح أثناء أدائهم لمهامهم، مما يوفر فرصاً تعليمية قوية بدقة كبيرة.

تستخدم الشركات مثل Duolingo المطورة لتطبيقات تعلم اللغات تقنية الذكاء الاصطناعي لتسريع التعلم. وتستفيد هذه الشركة من نماذج تعلم الآلة لتقييم أنماط الخطأ لدى الملايين من متعلمي اللغة، وتحديد طول مدة بقاء الكلمات في الذاكرة مع مرور الوقت. ويمكّنها ذلك من صقل محتواها والحفاظ على تفاعل المستخدمين ومساعدتهم على اكتساب المزيد من الكفاءة.

ستساعد هذه الأدوات أيضاً الموظفين على التخطيط لتنمية مهاراتهم على المدى الطويل. وحسّنت أوتوديسك هذا النهج من خلال منتجها Command Map for Autodesk® Fusion® 360™، الذي يحلل كيفية تفاعل المستخدمين مع برنامج CAD/CAM ويستخدم تلك البيانات ليقدم التوصيات المناسبة للتعلم بعد ذلك. ومن ثم يُكمّل هذه التوصيات بتوفير مقاطع الفيديو وموارد التدريب الأخرى، إلى جانب جدول زمني يتتبع تطور مهارات معينة مع مرور الوقت.

يعتقد الخبراء أننا مازلنا في المرحلة الأولى من هذه الفترة التحولية التي تعتمد على التكنولوجيا في التعلم المستمر، ولكن يمكن أن تغير النتائج التدريب في مكان العمل. لذا، لا داعي للخوف من أن تأخذ الروبوت وظائفكم، وإنما تطلعوا إلى استخدامها لتعلمكم المهام الجديدة والأكثر إبداعاً التي ستجعل عملكم ذو تأثير أكبر.

شاهدوا هذا الفيديو لمعرفة المزيد عن رؤية أوتوديسك للقوى العاملة في المستقبل.

تمت كتابة هذا المنشور من قبل Insider Studios بالتعاون مع أوتوديسك.