Home » أهم الأخبار » “البرمجة” مفتاح الازدهار الاقتصادي القادم في الإمارات

لم تشهد البرمجة كمهارة طلباً أعلى مما هي عليه اليوم. لقد مر العالم باضطرابات اقتصادية واجتماعية زلزالية، وقد سلط الوباء الضوء على أهمية تطوير الاقتصاد الرقمي للبلدان ليس فقط للتعافي وإنما للازدهار.

أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في وقت سابق من هذا العام، برنامجًا جديدًا طموحًا يهدف الى تدريب واستقطاب 100 ألف مطور وإنشاء 1000 شركة رقمية جديدة في الدولة.

محمد عبد الله، المدير العام لـمجمع دبي للمعرفة يقول: “إن توسيع مجموعة المواهب من المبرمجين المهرة أمر بالغ الأهمية لتعزيز رؤية الإمارات للنمو والأهداف المستقبلية، إذ يعد إتقان البرمجة حافزًا للابتكار والإبداع مع استمرار جهود التحول الرقمي في التسارع.

ومع وجود أكثر من 15 مركزًا لتعليم مهارات البرمجة لمجموعة من الفئات العمرية، من الأطفال حتى سن السابعة، يواصل مجمع دبي للمعرفة لعب دور رئيسي كمزوّد للمواهب القادرة على تلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي في المستقبل”.

من جهته، قال مالوي بورمان، الرئيس التنفيذي لشركة “بريميير جيني”: ” بالنسبة لهؤلاء الأطفال، فإن فرصة العمل على هذه الأدوات في سن مبكرة مفيدة للغاية لمستقبلهم لأنهم في مرحلة التكوين. بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى الصف الثالث أو الرابع، يكونوا قد كونوا فكرة عما إذا كان لديهم الشغف لمواصلة رحلة التعلم، وبدء حياتهم المهنية في مجال التكنولوجيا. تلعب القدرة على منح هذا الاختبار في مرحلة مبكرة لمجموعة كبيرة من الأطفال دورًا فعالاً في تطوير مجموعة من مواهب العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات تثري الاقتصاد على المدى الطويل”.

تعلم البرمجة مهارات قابلة للتحويل

ومن جهته يقول أورانسي بلان، مدير التسويق والفعاليات في “لو واغون”، مدرسة البرمجة الفرنسية التي فتحت أبوابها في مجمع دبي للمعرفة في سبتمبر 2020: ” سيتم إنشاء المزيد من الوظائف ذات الصلة بالتكنولوجيا، من ضمنها الأدوار الجديدة غير الموجودة حالياً، وستكون هناك أيضًا حاجة إلى المهارات التقنية في الوظائف الحالية للأشخاص الذين لا يعملون في قطاع التكنولوجيا.

في “لو واغون” نعتقد أن البرمجة يجب أن تدخل في مناهج كل مدرسة. يتعلق الأمر بعدد من المهارات من ضمنها حل المشكلات والمنطق (التي يمكن استخدامها في مواضيع أخرى)، التواصل (لأنك تحتاج إلى أن تكون قادرًا على شرح أفكارك ويمكن استخدام هذه المهارة في سياق أي عمل يعتمد على الفريق)، والإبداع (اذ عند البرمجة يجب أن تكون قادرًا على التفكير في حلول مختلفة لحل مشكلة)”.

قال بورمان: “لقد اتحنا خيارات للطلاب من الصف السادس إلى الثامن لمواجهة تحديات المستوى الأعلى في الرياضيات، العلوم، والبرمجة التي عادةً ما يشارك فيها الطلاب من الصف العاشر إلى الثاني عشر. إنه أمر طبيعي تمامًا في الغرب، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث لا يُلزمون الطلاب بالدرجة التي هم فيها”.

أضاف بلان: “من خلال تدريب مجموعة من المواهب هنا، سنبطئ التعاقد الخارجي الحاصل الآن. سيؤدي ذلك إلى تغذية النشاط الاقتصادي، ومساعدة دولة الإمارات على تحقيق أهدافها الاقتصادية على المدى الطويل”.

بورمان بدأ يلمس التقدم الذي يحدث هنا، وقال مستشهداً بتطبيقي “طلبات” و”كريم” كأمثلة: “بدأت شركات التكنولوجيا في دبي بالتوسع في الخارج في السنوات الأخيرة، بينما تجتذب أيضًا استثمارات واسعة النطاق من رأس المال الاستثماري”.

يُعقد البرنامج الوطني للمبرمجين بالاشتراك مع عمالقة التكنولوجيا مثل “غوغل”، “مايكروسوفت”، “امازون”، “سيسكو”، “آي بي ام”، “اتش بي اي”، “لنكد إن”، “انفيديا”، و”فيسبوك”، ويشرف عليه مكتب الإمارات للذكاء الاصطناعي.

كما يبدو أن مجمع دبي للمعرفة مهيأ لمساعدة البرنامج على تحقيق أهدافه كوجهة رئيسية لتنمية المواهب.

تقدم مراكز التعلم في مجمع دبي للمعرفة برامج مفيدة، من ثلاثة أشهر إلى سنتين، ومناسبة للجميع، من أطفال المدارس الذين يتعلمون أساسيات التكنولوجيا، إلى طلاب الجامعات الذين يتطلعون إلى إضافة المهارات المطلوبة إلى سيرهم الذاتية، انتهاءً بالمهنيين الذين يتطلعون إلى توسيع خيارات حياتهم المهنية.

يمكن لأطفال الصف الأول البدء في تعلم أساسيات أدوات البرمجة القائمة على الكتل مثل “سكراتش” و”آب انفنتر” في “بريميير جيني” التي بدأت عملياتها في مجمع دبي للمعرفة في عام 2014 وتوسعت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء الإمارة وفي جميع أنحاء العالم للعمل مع الطلاب في الصف وبعد المدرسة. تركز الصفوف من 10 إلى 12 على لغات البرمجة المتقدمة مثل “بايثون”، علوم البيانات، “جافا” والذكاء الاصطناعي / التعلم الآلي.

نظام إيكولوجي حاضن

بالنسبة لـ “بلان”، كان مجمع دبي للمعرفة خيارًا سهلاً عندما كانت شركة “لو واغون” الفرنسية تبحث عن موقع لإطلاق عملياتها في دبي. “أولاً النظام الايكولوجي، اذ تتواجد جميع شركات التكنولوجيا الكبرى في المنطقة، من ضمنها “غوغل”. كما لدينا N5 حاضنة المشاريع الجديدة. من المهم أيضًا أن يكون لديك مركز تتواجد فيه جميع الشركات المرتبطة بالبرمجة في مكان قريب.

“أخيرًا، إنه موقع استراتيجي للغاية في دبي حيث يمكن الوصول بسهولة إلى مرسى دبي، مدينة دبي للإنترنت، مدينة دبي للإعلام، المترو، والترام.”